سر الجوهره الزرقاء - 2

mostafa رقم العضوية : 1

قصر المفاجآت
وصف القصر : يتكون هذا القصر من ثلاثة طوابق ، فى الطابق الارضى منه حجرات واسعة يتجلى فى تنسيقها الذوق الراقى .. فحجرة كبيرة للطعام ، و بجوارها أخرى للمعيشة .. ثم حجرة واسعة للحفلات و الموسيقى ..و أخيرا قاعة رائعة أعدت كمكتبة لأندر الكتب و أثمنها ..
اما الطابق العلوى ، فقد كان على شكل دائرة .. اعدت كل حجراته للنوم .. تبدأ بحجرة السيد ( البنهاوى ) الكبير ، و متصلة بها غرفة ماحقة خاصة بالملابس كالمعروف فى أرقى القصور .. و بعدها تبدأ حجرات النوم للمقيمين فى القصر ، ثم الضيوف ، .. أما الطابق الثالث .. فمخصص للخدم .
وفى حجرتين يفصل بينهما باب .. (جاسر) و (ياسر) فى واحدة و (هند) فى الثانية ، وكانت غرفة طارق تواجه غرفة أصدقائه .
بعد فترة راحة قصيرة ، التقى الاشقاء ب(طارق) ، و جلسوا فى حجرة المعيشة ، و قال (جاسر) :يبدو كل شىء هادئا حتى الان ...
قبل ان يتم حديثه ، سمع صوتا مهذبا يقول : استاذ (طارق) .. لقد أبلغت السيد الكبير بوصولكم ..وهو ينتظركم الان ..
كان الصوت مفاجئا، حتى انتفضت (هند) من مكانها ، ونظرت خلفها فرأت خادما فى حوالى الخمسين من عمره نظيفا ، أنيقا مثل كل شئ فى المنزل .. انحنى فى صمت و مضى ..
قال (ياسر): من هذا يا (طارق).. لم أشعر بوجوده الا عندما تكلم ؟
قال (طارق): انه عم (عيسوى) خادم جدى الخاص ، وهو حقيقة يظهر هكذا فجأة ، لا تشعر بصوت أقدامه أبدا ..
هند : انه كالقط .. يتحرك بهدوء ويتسلل فى صمت .. ثم كتبت فى مذكراتها ملحوظة ..
طارق : ستتعرفون الان على جدى .. انه شخصية ظريفة جدا .. لم تفقده السنون حيويته ، و لا حبه للحياة ..ارتقى الاربعة السلم ، دق (طارق) باب الحجرة الكبيرة وسمع صوتا قويا يصيح ..ادخل .. ادخل يا (طارق) ..و فتح (طارق) الباب ، و اندفع الى أحضان جده ، الذى أخذ يقبله فى سرور ويتحسس كل جزء من جسمه ، وقال ضاحكا : يا لشباب هذه الايام .. انك مجموعة من العظام يكسوها الجلد ، فى مثل سنك كنت قويا كالفيل ..
ضحك (طارق) و قال : اذن تحسس صديقى (ياسر) ، فسيعجبك بلا شك
وتقدم (ياسر) يصافح السيد (البنهاوى) .. ثم تبعه (جاسر) .. و أخيرا (هند)
و رحب بهم الجد بحرارة و قال : لقد حدثنى (طارق) عنكم كثيرا ، عن ذكائكم ومواهبكم .. وحول وجهه فى اتجاه (هند) و قال : و انا محتاج اليك يا عزيزتى كثيرا ، عندى ضيفة عزيزة فى مثل عمرك .. و ستحتاج بلا شك الى صديقة ظريفة مثلك .. ورفع صوته مناديا : (سلوى) ..
وفتح باب الغرفة المجاورة المخصصة للملابس ، و على بابها وقفت فتاة رائعة .. سمراء .. باسمة ، سوداء الشعر و العينين ، رشيقة .. انيقة تقدمت فى اتجاه الجد .. و قدمت له يدها ، فامسكها .. و قال : (طارق) .. هذه احدى مفاجآتى ..ابنة عمك (جلال) .. الذى غادرنا الى استراليا .. و انقطعت عنا اخباره .. لم اكن اعرف انه قد انجب هذه الحسناء .. حتى بدات تراسلنى بعد وفاة ابيها ، لقد غفرت له _ انه سافر رغم اعتراضى _ من اجلها .. و قد دعوتها للاقامة هنا ، فى بيتها ..
ابتسمت الفتاة ابتسامة رقيقة .. واسرع (طارق) يصافحها بحرارة .. و اكمل الجد حديثه ضاحكا .. انها الان اقرب الاقرباء اليك .. و الى ايضا ..
فى لحظات كانت ( سلوى ) قد اصبحت صديقة لهم .. و اخذ الكل يتبادل الحديث و هى تقص عليهم اقاصيص شائقة عن استراليا .. و الجد ينصت اليها باهتمام مبتسما..
و قالت ( هند ) فى نفسها : انه يتمتع بحاسة قوية .. فبرغم انه لا يرى الا ان راسه يتجه دائما الى المتحدث .. و بغير خطأ ..
و قطع الجد حديثهم قائلا : سيكون لديكم وقت طويل ، تثرثرون فيه .. اما الان فاريد ان اريكم مقتنياتى الجميلة .. و التى ساكشف عنها لاخر مرة ، و بعد ذلك ساوزعها على اصحابها ..
و قام الجد بخطوات ثابته .. و هو يعرف طريقه تماما .. فاتجه الى الجدار المواجه لسريره ، و اخرج من جيبه مفتاحا صغيرا ، و ادخله فى ثقب فى الجدار لا يكاد يلحظه احد ، فاذا بصوت صرير يعلو ، ثم يفتح باب خزينة مربعة ، و كانت عيون الجميع تتجه اليه فى لهفه و اخذ يخرج مجموعة من الاكياس المربوطة من اعلى ، يعدها و يناولها ( طارق ) الذى وضعها كلها على المنضدة التى يجلسون حولها .. و تمتم الجد : طبعا لا داعى لاخراج النقود ..
و اتجهت عيونهم الى داخل الخزانة . كانت هناك كميات هائلة ، آلاف من الاوراق النقدية ، مرصوصة ، فى دقه و نظام كبير .
و ترك الجد الخزانة واتجه الى المنضدة و جلس فى مقعده ، و بدأ يفتح الاكياس ، من كل كيس خرجت مجموعة من الجواهر .. زاغت عيونهم لمنظرها الرائع .. فصوص تختلف أضواؤها البصر .. و اخذ يشرح لهم فى دقة ، و هو يتحسسها قطعة قطعة ، تاريخ كل جوهرة .. بعضها استراه من مزادات عالمية .. و بعضها الاخر من اصحابه مباشرة .. و الثالث احضره له تجار المجوهرات النادرة .. فهو معروف بينهم باقتنائة الفطع الفريدة .
و كان يعيد كل قطعة الى مكانها بدقة ، و هو يتحدث عن مجوهراته بحب و تقديس ، و يلمسها باصابعه الحساسة ، و كانها قطعة من نفسه ..
و همس ( جاسر ) مذهولا : كيف تحفظ بهذه الثروة هنا .. اليس فى هذا خطورة شديدة ؟
قال ( البنهاوى ) ضاحكا : اننى احتفظ بها بجوارى طوال حياتى ، و حتى بعد ان تقدم بى العمر .. وضاع نظرى ، ما زلت استطيع المحافظة عليها .. الخزانة لا تفتح الا بمفتاح لا يفارقنى .. وسمعى يستطيع ان يميز اى صوت غريب ، و معى مسدس ..
وربت على جيبه ضاحكا .. و اكمل حديثه : ثم اننا نعيش جميعا هنا فى هدوء و لا احد على ما اعتقد يفكر فى الاعتداء على هدوئنا ..
و اعاد الاستاذ ( البنهاوى ) كل شئ الى مكانه .. و اعاد المفتاح الى جيبه الصغير ، فوق قلبه مباشرة ، وربت عليه مبتسما .. و بدات انفاس الاولاد تعود الى طبيعتها بعد ان اذهلهم المنظر ..
و قال الجد الحقيقة انه سيحزننى مفارقة ثروتى الغالية .. و لكنى تقدمت فى العمر جدا ، و يجب ان اطمئن على توزيعها قبل ان اموت .. و اندفع ( طارق ) يحتضنه ويبكى و يقول : لا تقل مثل هذا الكلام يا جدى .. اطال الله فى عمرك .. ربت الجد على ظهره و قال :
لا تندفع فى عواطفك ، هيا الى الغداء .. اذهب بضيوفك وابنة عمك حتى لا يشعروا بالجوع من اول يوم لهم هنا .
و سال ( جاسر ) ( طارق ) وهو ينزل السلم : الا يتناول جدك الطعام معكم ؟
طارق : لا .. انه يتناول اكله وحده فى حجرته ، وفى مواعيد دقيقه ، فهو لا يستطيع بذل مجهود كبير فى نزول السلم وطلوعه ..
فى اسفل الدرج ، كانت السيده ثريا تقف وعلى وجهها ابتسامتها الصغيره ، وقال : الطعام معد .. والجميع فى انتظاركم .. ثم تقدمتهم الى حجره المائده .. ومن اول نظره ، استطاع الاولاد ان يتعرفوا على الموجودين من الوصف الذى سبق ان قدمه لهم طارق .. ولكن كان هناك شخص اخر غريب ، لامع العينين .. يبدو وكانه دائما يعيش فى القل .. فهو يتحرك فى مكانه باستمرار .. ونظر جاسر الى طارق فوجده ينظر الى الغريب وفى عينيه نظره دهشه هائله .. ثم اندفع اليه يحييه بحراره .. وقدمه الى اصدقائه قائلا .. الاستاذ سالم .. ابن عم جدى ..وهز الجميع رؤوسهم يحيى بعضهم بعضا .. وبدثو فى تناول الطعام ..
وفى الساعه الخامسه بعد الظهر ، خرج الاصدقاء الاربعه الى الحديقه ، واخذوا يسيرون فى طرقاتها .. يتاملون باعجاب الزهور المنسقه الجميله .. وفجاه قال جاسر : طارق ، ومن هو الاستاذ سالم ؟ لقد ظهرت الدهشه الشديده على وجهك عندما رايته ..
طارق : فعلا ، انه كما قلت لكم ابن عمجدى ، ولكنه كان دائما خارجا عن اوامر الاسره ، وكثيرا ما سبب المضايقات لجدى وللاسره ، ولذلك حرمه جدى من دخول القصر نهائيا .. ولعلها المره الاولى الذى يدخله منذ سنوات عديده .. انه العضو الشارد فى اسره كل اعضائها ملتزمون بالتقاليد والنظام ..
وفى هذه اللحظه كانوا قد وصلوا الى حوض الزهور النادره ، ارتفعت بجواره فجاه قامه كانت منحيه عليه .. وظهرت السيده ثريا .. نظرت اليهم ولاول مره ، ازدادت ابتسامتها اتساعا ، واخذت تشرح لهم باسهاب نوع هذه الزهور ، وكيفيه زراعتها ..
وقطع عليها الحديث صوت سياره اجره ، تقف امام باب القصر ، وقفز منها شاب ، وتعلو وجهه السمره وكانما قد اتى من بلاد ذات شمس حاره ، وطرق الباب وسمعوه يقول للخادم : هل هذا قصر الاستاذ البنهاوى واجاب الخادم نعم ..
الضيف : اخبره بقدومى .. اسمى ماهر فهمى .
وهمست السيده ثرا وقد عادت الى وجهها صرامته : ويبدو ان المفاجات لن تنتهى اليوم ..
* * *

رقم العضوية : 7 المزاج : سهيله

القصة رائعة ولكن اين التكملة

Smile

رقم العضوية : 7 المزاج : سهيله

رائعة جدااااااااااااااااااااااااااااااااااا

Smile

رقم العضوية : 3

ممتازه

» سر الجوهره الزرقاء - 1
» سر الجوهره الزرقاء - 4
» تابع سر الجوهرة الزرقاء - 6