سر الحصان المفقود

mostafa رقم العضوية : 1

مغامرات بوليسية

المغامرون الثلاثة فى ......

سر الحصان المفقود

تأليف : عفاف عبد البارى

---------

سر الحصان المفقود
___________________

من هم المغامرون الثلاثه ؟؟

انهم جاسر و ياسر و هند
وذلك حسب ترتيب الاعمار , والسنه الدراسيه فى المرحله الثانويه .

الاب : هو مهندس (مختار الديب ) ، ويطلق على نفسه لقب
المهندس الظائر ، فهو يطير من بلد عربيه الى اخرى .. يعمل فى
شركه عربيه للمقاولات ويساهم فى بناء العالم العربى الكبير ..

الام : هى السيده ( نبيهة ) ، لبنانيه الاصل . تنتقل مع زوجها فى كل مكان ، بعد ان وصل الابنائ الثلاثه .. الى اعتاب
الشباب وسن المسئوليه

ويبقى من الاسره .. واحد من اهم افرادها .. هو العم او المقدم (عماد الديب) الضابط بالشرطه الدوليه (الانتربول ).. وهو الرج الصامت
الهادئ تماما وكأنكا ابو الهول كما يطلق عليه زملاؤه وهو الذى يقيم مع
المغامرين الثلاثه فى منزلهم الانيق البسيط والذى تحيط به حديقه واسعه فى
مدينه المهندسين هذا الحى بمدينه القاهره
وتلتقى الاسره عاده كلها فى كل صيف كل عام فى مصر او فى اى بلد عربى يعمل فيه الوالدان ..
ومن هذا الخليط العربى الصميم الاب المصرى والام البنانيه جاء
هذا السحر الذى يتمتع به المغامرون الثلاثه العيون البنانيه الخضراء والبشره المصريه السمراء اضفت على المغامرين جمالا وجاذبيه
توجت ما يمتازون به من ذكاء فوق العاده مع قوه الملاحظه وسره التصرف كانت وراء النجاح تلو النجاح فى كل مغامره يتعرضون لها
وهذه واحده من هذه المغامرات .. الغريبه والغامضه

بسم الله الرحمن الرحيم

مكالمه فى الثانيه صباحا

دقت الساعه معلنه الثانيه صباحا .. وكان الهدوء يخيم على فيلا المغامرين الثلاثه
كانوا جميعا قد استغرقوا فى النوم منذ وقت مبكر من المساء ..

اسرعت السيده نبيهة والده المغامرين برفع السماعه ، وهى قلقه ، فمن يا ترى يطلبهم فى هذا الوقت ؟!

وكان ردها على المكالمه : انتى ؟!خير .. ماذا حدث ؟ كيف حدث ذلك ؟ شئ فظيع ..
غير معقول .. متى ؟ واين انتى الان ؟

ثم وضعت السماعه وهى فى حاله من الذهول الشديد .. فى الوقت الذى التف حولها الاولاد الثلاثه (( ياسر وجاسر وهند ))
وهم يراقبون والدنهم بلهفه حتى تخبرهم عن هذه المكالمه الغامضه ...

ولكن قبل ان تفيق السيده نبيهة من حاله الذهول التى انتابها وقبل ان تنطق بحرف واحد اسرع ياسر بسؤالها : من المتحدث ؟!
انتظرت السيده نبيهة قليلا ثم قالت حتى اتمالك نفسى واحكى لكم ما حدث ..

مرت لحظات قلق وتوتر على المغامرين الثلاثه قبا ان تروى لهم والدتهم ما دار فى المكالمه التلفونيه وقالت :
ـــ انها صديقتى شهيره المسكينه لقد سرقوا منزلها كل مجوهراتها وايضا مبلفا كبيرا من المال كانت تحتفظ به فى البيت ..

قالت هند بتأثر شديد : وماذا حدث لـ طنط شهيره ؟!
هل وقع لها مكروه ؟!

السيده نبيهة : الحمد لله هى بخير فقد كانت فى خارج المنزل وقت وقوع السرقه ..

جاسر : وهل ابلغت الشرطه ؟

السيده نبيهة : طبعا اتصل زوجها الدكتور على بشرطه النجده فور اكتشافهما السرقه ورجال اشرطه مازالوا عندهم فى البيت لاستكمال الاجراءات ..

ياسر : متى وقعت السرقه ؟

السيده نبيهة : لقد خرجت شهيره وزوجها فى الساعه الثامنه لحضور حفل زفاف ابنه احد اصدقائهم فى احد الفنادق الكبرى وعادا فى الساعه الواحده والنصف صباحا ..
وكانت فى انتظارهم هذه المفاجاه المؤلمه ..

جاسر : اذن السرقه وقعت ما بين الساعه الثامنه والساعه الواحده والنصف صباحا .

قالت السيده نبيهة بصوت حاسم :هيا بنا الان لنعود الى النوم وفى الصباح اذهب اليها لاكون بجانبها فى هذه الظروف العصيبه ..

هند : تقصدين نذهب اليها لنكون بجانبها ..انسيت يا امى الحبيبه اننا المغامرون الثلاثه ..

قال جاسر مازحا : والقدر بعث الينا بمغامره حتى بابنا دون ان نسعى اليها ..

هند : تقصد حتى تليفوننا

السيده نبيهة : ارجو ان يعثورا على اللص سريعا ولا يحتاج الامر الى خوض مغامره ..

ياسر : وهل ترضى لنا يا امى ان نقضى الاجازه بدون عمل ومغامرات !!

السيده نبيهة : الى النوم يا اولاد .. ونستانف الكلام فى الصباح ..

وبالفعل توجه الجميع كل الى فراشه بدون كلمه او تعليق وبعد قليل راحوا فى نوم عميق .

مفأجاه امام المصعد

فى الصباح استيقظ المغامرون مبكرا .. وتناولوا فطورهم على عجل استعدادا لبدء المغامره المرتقبه ..

وبعد قليل كان المغامرون الثلاثه يجلسون فى سيارتهم ووالدتهم تقودها الى منزل السيده شهيره ..

لم يمر وقت طويل حتى وصلوا فقد كان منزل صديقتهم فى الدقى قريبا من فيلتهم فى حى المهندسين

استقبلتهم السيده شهيره بمزيج من الانفعالات المختلفه خوف وتوتر واسى وحسره وحزن عميق فقد كانت حالتها سيئه للغايه ..

وأخذت تقص عليهم قصه السرقه بطريقه هيستريه وهى تبكى بكتاءا مريرا ..

التف حولها صديقتها السيده نبيهة واولادها وهم يحاولون تهدئتها

مر الوقت حتى استجابت السيده شهيره لرغبه المغامرين الثلاثه ووالدتهم لالتزام الهدوء لكى يفهموا ما حدث بالظبط .

وبدات السيده شهيره تحكى قصه السرقه ..

لقد خرجت وعلى فى الساعه الثامنه لنحضر حفل زفاف ابنه احد صديقاتى فى احد الفنادق الكبرى .. ولكن لم نكمل الحفل حتى النهايه .. فبعد الساعه الواحده صباحا بقليل .. استأذنا من صديقتى وزوجها واعتذرانا لهما لاضطرارنا الى الانصراف مبكرا وذلك لان على كان مقررا ان يسافر فجر اليوم الى المانيا لحضور مؤتمر علمى هناك ..

قاطعتها السيده نبيهة قائله : نسيت ان اسالك عن الدكتور على .. اين هو ؟!

السيده شهيره : لقد سافر فجر اليوم بالفعل .. والحقيقه انه كان لا يرغب فى السفر ويتركنى فى هذه الظروف .. ولكنه لا يستطيه التخلف عن مثل هذا المؤتمر الهام .. وشجعته بان يهتم برحلته وعمله قبل كل شئ .. وطمأنته بأننى سأكون قويه متماسكه ولا يحمل همى .

قال ياسر بشهامه : كيف يخاف عليكى ونحن معك !!
السيده شهيره : ان هذا هو السبب الوحيد الذى من اجله استطاع ان يسافر ويتركنى بعد المصيبه التى وقعت .. فلولا وجودكم الى جانبى ما استطاع ان يغادر مصر ..

جاسر : المهم ماذا حدث بعد ان عدتما من الحفل ؟!

السيده شهيره : بعد ان وصلنا الى البيت .. سبقت على بعده خطوات الى المدخل
وكان هو يدخل السياره فى الخراج اسفل العماره ــ كما تعلمون ــ ووقفت انتظره امام باب المصعد ..

تنهدت السيده شهيره ، ثم اكملت : وفجاه انفتح باب المصعد امامى .. وخرج منه رجل وكان مندفعا بطريقه تثير الدهشه .. حتى كاد ان يوقعنى على الارض ..

كان المغامرون الثلاثه ومعهم والدتهم ينظرون الى السيده شهيره فى ترقب وينصتون اليها بكل حواسهم ..

وقالت هند : ثم .. ماذا حدث بعد ذلك ؟!

السيده شهيره : لحق بى زوجى على الفور ، وركبنا المصعد .. ودخلت بيتى ، وانا مازلت متعجبه لهذا الرجل الذى كان مستعجلا ، وكأنه يهرب من احد فى هذا الوقت التاخر ؟!

امسكت السيده براسها ثم اكملت : وافقت على صوت زوجى وهو يقول :
ـــ شهيره .. حدثت مصيبه .. لقد تعرض بيتنا لسطو مريع .. لقد سرقنا ..وظل يردد فى هيستريا : لقد سرقنا .. لقد سرقنا .

ودارت بى الدنيا .. وشعرت باننى اصبت بالشلل وتوقفت كل اعظاء جسمى عن العمل لم اقو على الحركه تسمرت مكانى .. مرت لحظات استجمعت بعدها كل قواى حتى اواجه هذا الموقف العصيب ..

وعندما افقت وجدت زوجى يجلس على كرسى فى حجره النوم وهو فى حاله سيئه للغايه وكل اثاث الحجره مبعثر من حوله وكل ادراج الدولاب مفتوحه ومحتوياته فى فوضى عجيبه حتى الفراش كان مقلوبا راسا على عقب كل شى كان منقولا من مكانه

واول شى فكرت فيه هو ان ابحث عن علبه مجوهراتى التى لم اجدها فى مكانها او فى اى مكان اخر بالمنزل

وتملكنى الجنون بعد ان تاكدت من سرقه علبه المجوهرات ومبلغ كبير من المال كان موجودا داخل الدولاب ..

واخيرا قطع حديث السيده شهيره المثير صوت السيده نبيهة قائله : ولكنك يا شهيره تضعين علبه مجوهراتك فى البنك .. وايضا لايكون فى منزلك مبلغ كبير ايضا !!

السيده شهيره : لم احضر علبه المجوهرات من البنك الا صباح امس فقط .. وذلك حتى اختار منها بعض القطع لاتحلى بها فى حفل الزفاف .. وكنت ساعيدها يوم الاحد القادم اى بعد غد اما الفلوس فهى ايضا لم يسحبها على من البنك الا صباح امس وكلها دولارات وذلك لياخدها معه فى رحلته الى الخارج

ياسر : هل المبلغ كبير ؟

السيده شهيره : ثلاثين الف دولار

هند : اذا اللص سرق كل مجواهراتك الا التى كنتى ترتدينها فى الحفل فهى التى انقذت من السرقه

السيده شهيره : الشئ العجيب ان الرجل الذى خرج من المصعد دفعنى لينحنى عن طريقه فأوقع سوارى الماس على الارض .. ولحسن الحظ كان على قد لحقنى وراى السوار والتقطه من الارض ولولاه كا كنت قد رايته فأنا لم اشعر بسوار وهو ينساب من يدى

هند : هل كان الرجل يحمل شيئا فى يده ؟

قالت السيده شهيره : بعد ان فكرت قليلا .. وكانها تتذكر ما حدث : لا .. لا اظن فهو كان طويل وعريض ولم يظهر معه شئ ملحوظ .. وكان يرتدى معطفا اسود .. وملامحه تبدو غريبه كما لو انه يرتدى قناعا من البلاستيك .. هذا طبعا على حسب ما استطعت ان اراه فى اللحظه التى وقعت عينى عليه فهو لم يعطنى فرصه لكى اراه

جاسر : هذا طبيعى .. فهو كان حريصا على الا يراه احد

ياسر : ولكن كيف يرتدى معطفا ونحن فى عز الصيف !! اليس هذا عجيبا ؟!

ابتسمت السيده شهيره لاول مره وقالت : لقد نسيت .. انتم يا اولادى اعظم فرقه مغامرين .. ولكم امجادا كثيره فى مثل هذه الحوادث ..
السيده نبيهة : ومن المؤكد ان اهتمامكم بهذه المغامره سيفوق اى مغامره اخرى .. لانها تمس اقرب صديقه لى ..

وابتسم المغامرون الثلاثه ونظروا الى بعضهم البعض .. فكل مغامراتهم تحظى بكل اهتمامهم .. فهدفهم هو الوصول الى الحقيقه .. وينال كل جانى عقابه الرادع ويرجع الحق الى اصحابه ..

ياسر : ومن المشبه فيه ؟ وما راى رجال الشرطه ؟!

نظرت السيده شهيره الى ياسر بتجهم غريب .. وبدا عليها الاعياء الشديد ..

وقبل ان تحاول السيده الاجابه على سؤال المغامر ... فقالت السيده نبيهة بصوت هادى : هيا عودوا الان الى المنزل لنترك شهيره تأخد قسطا من الراحه ، اما انا فسأظل معها حتى تستريح .. وبعد ذلك ساعود الى البيت وهى معى لتمكث عندنا حتى يعود الدكتور على من السفر

هند : عندك حق يا والدتى .. فلا يجب ان تظل وحدها فى البيت بعد ما حدث ..

ياسر : سنعود نحن الى البيت .. ولكن بعد ان نلقى نظره على البيت .. بعد اذنك طبعا يا طنط شهيره ..

لم ترد السيده وكأنها لم تسمعه .. واخذت تتنقل بنظارتها الشارده بين المغامرين ولم ترد بكلمه ..

اتجهت السيده نبيهة نحو صديقتها وامسكت بيدها .. وقالت لها بحنان :
ــ يجب ان تنامى الان .. فانتى متعبه ..

اطاعت شهيره راى صديقتها .. ونامت فى فراشها باستسلام .. وبدات السيده نبيهة فى محاوله لتوضيب البيت .. ولكن ياسر قال :
ارجو يا والدتى ان تؤجلى ذلك الى ان نلقى نظره على البيت وخاصه غرفه النوم .. فاريد ان يكون كل شئ على ما هو عليه ..

اذعنت الام لرغبه الولادها ، وجلست فى ركن فى غرفه المعيشه تتطلع الصحف ..

وعلى الفور بدأ المغامرون الثلاثه فى حملتهم الاستكشافيه ، كل قى ناحيه .. واخرجت هند من حقيبتها مفكرتها ، التى لا تفارقها ، واخذت تدون بعض الملاحظات ..
وبعد قليل وبينما المغارون منهمكون فى عملهم ارتفع صوت جاسر قائلا : لم اجد شيئا غير عادى يستحق الالتفات اليه .. سوى هذا الزرار الاسود ..

اسرع ياسر وهند نحو شقيقهما ليروا ما اكتشفه .. وقبل ان تمد هند يدها تلتقط الزرار الملقى على الارض .. صاح ياسر قائلا :
ــ ارجو الا يلمس احد شيئا يصلح الى لان ترفع من عليه البصمات ( فنمسكه بهذا المنديل ) .

و اخرج ياسر من جيبه منديلا ابيض .. وامسك به الزرار .. ثم عرض الزرار فوق المنديل امام شقيقه وقال :

ـــ ياله من زرار عجيب .. انه لمعطف قديم ..

وسرعان ما استانف المغامرون عملهم ، بعد ان وضع ياسر المنديل وداخله الزرار فى جيبه ..

ولم يقضى وقت كبير حتى اعلنت هند عن عثورها على نظاره طبيه قديمه اسفل السرير ..

وما لبث ان وضع ياسر مع الزرار داخل المنديل اما ياسر فعثر على حصان صغير .. انه حصان شطرنج .. الى جانب التلفزيون بجانب المنضده امام السرير

لم يترك المغامرون الثلاثه مكانا فى البيت الا و فتشوه جيدا بايدى مدربه وخبره متخصصين فى مثل هذه الاعمال البوليسيه ..

ولكنهم لم يجدوا فى باقى البيت شيئا يصلح كادله قد تساعدهم فى الوصول الى متهم ، الا هذه الاشياء الثلاثه .. الزرار و النظاره والحصان ..

وبعد ان وضع ياسر هذه الاشياء فى المنديل ودسه فى جيبه .. قال : ــ هيا بنا الان .. لقد انتهت مهمتنا

وقال جاسر : سنعود الى المنزل يا امى .. وتستطعين ان تنظمى وترتبى المنزل كما تشائين ..

هند : نحن فى انتظارك انتى وطنط شهيره . لا تتاخرا ..

وعادا المغامرون الى منزلهم .. وليس فى حوزتهم الا هذه الاشياء الثلاثه وبعض المعلومات التى حصلوا عليها من السيده شهيره والتى وصلوا اليها برؤيتهم الشخصيه .. فهل هى ادله قد توصلهم الى اللصوص ؟!

مزيدا من المعلومات

عقد المغامرون اجتماعا ، فور وصولهم اى البيت .. واخذ كل منهم يستعرض ما توصل اليه من معلومات و استنتاجات ..

وقالت هند : فلنبدا اجتماعنا بتقديم تقريرك يا ياسر باعتبار انك الاخ الاكبر ..

قال ياسر بهدوء وتركيز : اولا:- جسم الجريمه اى المسروقات هى مجوهرات ثمينه وثلاثين الف دولار .. ثانيا : مكان الجريمه ، وهو منزل طنط شهيره تعرضت حجره النوم لتفتيش العنيف .. ولم يعبث ببقيه الغرف او بمحتوياتها ..

واستطرد ياسر قائلا : وكل ابواب ونوافذ المنزل سليمه .. ولا يوجد بها ما يدل على انها فتحت عنوه .. والشقه لها ثلاث ابواب الباب الرئيسى وباب حجره الصالون والباب الثالث لمطبخ على سلالم الخدمه .. وكلها سليمه كما قالت ـــ ولا يوجد اى اثار لاستعمال العنف فى فتحها .. اما النافذه .. فطبعا اللص لم يصل الشقه عن طريق النافذه الاماميه فى واجهه العماره .. فالشقه فى الطابق السادس .. اما النافذه الخلفيه المطله على المنور ، والتى يمكن ان يستعملها اللص ، نظرا لوجود مواسير المياه ممتده داخل المنور .. فهذه النوافذ هى الاخرى سليمه مائه فى المائه ..

واكمل ياسر قائلا : ثالثا :- عثرنا على ثلاث اشياء .. وهى زرار ـــ نظاره طبيه قديمه ،وحصان للعبه الشطرنج

بعد ان عرض ياسر تقريره .. قال : والان هذا هو تقريرى عن حادث السرقه .. واريد ان اسمع تعليقكما عليه ..

هند : الحقيقه يا اخى العزيز .. لقد عرضت تقريرا واضحا مفصلا بالنسبه لما يتوافر لدينا من معلومات ضئيله عن الحادث وظروفه .. فلم نعرف من طنط شهيره بعد ، من الذى تشتبه فيهم .. وما هو راى رجال الشرطه .. وما هى نتائج البحث الجنائى .؟

اما رايى .. فالبنسبه للبند الاول وهو الخاص بالمسروقات .. فالمجوهرات والنقود كانت فى البنك واول يوم توجد فيه هذه الاشياء فى المنزل هو نفس اليوم التى وقعت فيه السرقه .. ولذلك فاللص قريب من طنط شهيره ولزوجها ويعرف كل شئ عنهما .

وبالنسبه للبند الثانى وهو مكان الجريمه .. فبما ان كل الابواب والنوافذ سليمه ولا يوجد بها اى اثر لتحطيم او كسر .. فهذا معناه ان اللص لم يستعمل القوه ودخل البيت بطريقه عاديه وهادئه ، وهو انه فتح الابواب بمفتاح واقصد بمفتاحه وليس طفاشه او ماشابه ذلك ..
والبند الثالث .. قد تكون الاشياء التى عثرنا عليها ، تخص اللص ، وقد تخص اصحاب البيت انفسهم بالرغم من انها اشياء عجيبه ومكان وجودها اعجب ..

هذا تحليلى وما رايك انت جاسر ؟

قال جاسر مازحا : رغم تحصصى فى القوه والعضلات .. ولكنى سأقول رأيى وامرى الى الله ..

بعد تحليلك الدقيق المفصل لا اجد ما اضيفه سوى انى ارجح ان الاشياء الثلاثه تخص اللص .. فانتما تعرفان ان طنط شهيره سيده مرتبه جدا لدرجه تصل لتعقيد .. فكيف توجد مثل هذه الاشياء فى اماكن غير اماكنها الطبيعيه .. فكيف نجد زرارا ملقى على الارض نظاره طبيه قديمه اسفل السرير .. وحصان الشطرنج بجوار التليفزيزن وحده بعيداعن بقيه اللعبه ..

هند : اؤيد وجهة نظرك .. ولكن يمكن ان هذه الاشياء وصلت الى هذه الاماكن نتيجه التفتيش العنيف الذى تعرضت له حجره النوم ..

قال جاسر بهدوء : ولكن انا لى راى اخر على هذه الاشياء

سألت هند اخاها بعد ان صمت ولم يكمل : ما هو رايك اذن ؟

جاسر ان اللص يحاول الا يترك اى اثر له يوصله الى السجن .. فكيف للص ان يترك ثلاثه اشياء مثل هذه ؟!

ياسر : اذن انت تؤيد انها تخص طنط شهيره وزوجها ؟

جاسر : لا اقصد ذلك!

ياسر : انها لا تخص اهل البيت ولاتخص اللص .. اذن من تخص ؟ لقد حيرتنى يا اخى !!

جاسر : لااستطيع ان اوضح اكثر من ذلك الان ..
وعلى العموم عندما تاتى طنط شهيره وتحكى لنا بالتفصيل عن الظروف السرقه وكل المحيطين بها واصدقائها .. الجيران ، البواب ، الخدم كل شئ .. وتلقى الضوء على هذه السرقه العجيبه .. ستتضح لنا الامور ، ويكون دورنا فى البحث اسهل .. ونعرف من اين نبدا طريقنا لكشف سر هذه السرقه ..

قالت هند بانفعال :
ـــ ونضع يدنا على اللص .. و ..
وقبل ان تكمل هند .. دق جرس الباب .. وكانت والدتهم بصحبه السيده شهيره التى بدت حالتها افضل بكثير عن ذى قبل ..

وسرعان ما انضمت الضيفه الى مجلس المغامرين الثلاثه .. واتخذت مقعدها الى جانب هند ..

اما السيده نبيهة فاستاذنتهم لتحضير الغذاء مع داده عواطف .. احاط المغامرون الثلاثه بالسيده شهيره .. وكلهم ترقب لما ستقوله .. وفهمت السيده ما يدور فى عقول المغامرين ..

فبدات هى الحديث قبل ان يوجهوا اليها اسئلتهم .. وقالت :
ـــ طبعا تريدون ان تعرفوا مزيدا من التفاصيل ..

وصمتت السيده شهيره قليلا وكانها ترتب الاحداث فى ذهنها .. ثم قالت :
ـــ ان السرقه دبرت باحكام شديد .. فاللص لم يأخذ الا المجوهرات والنقود فقط وهى اغلى شئ فى البيت .. ولم يترك وراءه اى اثر .. فلم يجد رجال البحث الجنائى بعد رفع البصمات اى بصمه غريبه ..

وتنهدت السيده شهيره .. واكملت بصوت باك السرقه بذكاء .. ولم تستطع الشرطه الوصول الى اللص .. ولن تعود مجوهراتى ..

وصمتت السيده عن الكلام ، وارتفع صوت بكائها المر .. ونهضت هند من مكانها .. وانحنت على صديقه والدتها .. واخذت تربت على كتفها ، وتقلها بحنان وتأثر شديد .

وقال ياسر بصوت رخيم : ارجو ان تهدئى يا طنط .. المجرم مهما بلغ من ذكاء لابد ان يترك اثرا يكشفه .. ولا توجد جريمه كامله .. واطمئنى .. لن يهدأ لنا بال حتى نمسك باللص ونعيد المسروقات اليك ..

جاسر : نحن معاك بكل جوارحنا .. لاتحملى هما ..

ياسر : بالعوده الى موضوع الاثر اريد ان اعرض عليكى اشياء واعرف رايك .. فهذا سيساعدنا كثيرا ..

وقفز من مكانه .. ولم يغيب اكثر من نصف دقيقه .. عاد بعدها ، وهو يحمل المنديل وبداخله الاشياء الثلاثه .. وعلى الفور فتحه وعرضه امام السيده شهيره ..
بعد ان تفحصت السيده اشياء .. نظرت الى ياسر فى دهشه وقالت : ماهذه الاشياء ؟!
السيده شهيره .. لم اراها فى حياتى ..

ياسر ارجو ان تتاكدى .. اكانت تخصك فى يوم من الايام ؟!

قالت السيده شهيره ، وهى تراجع الاشياء فوق المنديل بعيناها :
ــــ هذه النظاره لم ارها من قبل ، ولم تكن تخصى او تخص زوجى ، فى يوم من الايام .. وحصان الشطرنج هذا لا يمكن ان يخصنا .. لاننا لا نتقن لعبه الشطرنج .. وهذا الزرار ايضا لم اراه من قبل ولا يخصنى ..

سكتت السيده لحظات ، ثم قالت :
ــــ لماذا تساءلنى يا ابنى عن هذه الاشياء ؟! : ومن اين اتيت بها ؟!

ياسر : ممن منزلك يا طنط ؟!

قالت السيده شهيره بدهشه : منزلى ؟منزلى انا .
وقصت عليها هند بسرعه قصه هذه الاشياء ، وكيف وجدوها ..

قال ياسر كانما يحدث نفسه :
ـــ اذا فرايى فى محله .. ثم سالتها هند :
ــ من كان يعرف ان النقود والمجوهرات ستحضرينها من البنك امس ؟!..

السيده شهيره : لم يكن احد يعرف على الاطلاق ..
صمت قليلا ثم ادركت قائله :
ــ عم سيد البواب .. هو فقط الذى عرف
ياسر : ولماذا هو بالذات الذى عرف ؟

السيده شهيره : لانى طلبت منه ان يحضر لى تاكسى .. وسالنى : اين ستذهبين لان السائق لابد ان يعرف وجهته اولا ؟ لكى يوافق على توصيلك ..

فاجابته وببساطه ، وقالت له عن اسم ومكان البنك فى وسط المدينه ..

ياسر : وهل لدى البواب نسخه من مفتاح منزلك ؟

السيده شهيره : لا .. لا بالطبع .. كيف اعطى مفتاح شقتى للبواب ؟!

هند : هل احلام ما زالت فى خدمتك ؟

السيده شهيره : نعم .. انها كما تعلمون تخدمنى منذ اكثر من ست سنوات .. تاتى فى الصباح وتعود الى منزلها فى المساء .. وهى فى منتهى الامانه والوفاء ..

هند : و اين تسكن ؟

السيده شهيره : فى بولاق .. حاره سعيد رقم 17 .. متفرعه من شارع 26 يوليو ..
على الفور ، دونت هند فى مفكرتها العنوان ...

جاسر : وماذا عن عم سيد البواب ؟!

السيده شهيره : انه رجل طيب .. وهو موجود فى العماره معنا منذ نشائها اى منذ اكثر من عشرين عاما .. ونشهد له بالامانه ، وهو موضع ثقه كل سكان العماره ..

ياسر : وماذا عن جيرانك ؟

السيده شهيره : كل جيرانى فى العماره من عائلات محترمه .. والازواج جميعهم فى مراكز عليا فى الدوله .. ونحن معا كعائله واحده وتربطنا بعضنا صلات ود وصداقه متينه ..

هند :هل يعلم احد من الجيران بوجود المجوهرات والنقود فى المنزل ؟!

صمتت السيده .. ثم اخذت تفكر للحظات .. ثم قالت :
ـــ كل جيرانى ومعارفى يعلمون انى لا احتفظ فى بيتى باى مبالغ كبيره من النقود بمصاغى فى المنزل .. واضعه بصفه دائمه فى البنك .. وهم ايضا يفعلوم مثلى .. فهذا اسلوب حضارى .. وكثيرا من الناس يتبعون هذا الاسلوب الان .. وقبل موعد حفل الزفاف بيومين .. اى يوم الثلاثاء .. كانت عندى جارتى التى تسكن فى الشقه المقابله لى .. فأخذت رايها فى الفستان الذى سأرتديه فى الحفل .. واى طقم من المجوهرات يليق اكثر عليه ..
وقالت لها انى سأحضر مجوهراتى يوم الخميس من البنك ..

ياسر : ارجو يا طنط ان تعطينى قائمه بكل اسماء جيرانك .. ودن المغامر كل اسمائهم ، أولا بأول ووظائفهم ايضا ..

قطع حديث المغامرين مع السيدة شهيرة ، صوت السيدة نبيهه قائله :
- الطعام معد .. نتغدى أولا ..ثم تستكملون حديثكم ..

ياسر : ارجو ان تطمئنى يا طنط .. ستعودى لكى مجوهراتك ..

نظرت السيدة شهيره الى المغامرين نظره امل وامتنان .. وابتسمت ابتسامة هادئه ، ثم توجهت الى حجرة الطعام حيث تبعها الجميع ..

i
i
i
i
i

بعـــــــــــــــده