.
ذلكرة العشق .
"14"
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله، وصحبه وسلم،
كنت فى سيدنا الحسين، وجايين نمشى، ومعايا أم مصطفى
والبنات، والصبيان، وكان فيه ناس كتير قاعدين،
وبعد ما الخدمة خلصت، رحت استأذنت منها، ورحت أجيب الشنط
ورجعت أسلم عليها قالت: "استنى أمال إنت كنت قاعد فى أى شقة يا إبراهيم
(تكية الحاجة زكية أربع عمارات، يسكن فيها الزوار
والمحبون لحين انتهاء زيارتهم )،
وفى أي دور؟"
قلت لها: "شقة إيه يا أمى! دور إيه يا أمى؟"،
قالت" "كنت فى أي أوضه؟ مش إنت كنت مع حريمك؟
وبناتك، وصبيانك؟"، قلت لها:"أيوه"، قالت: "كنت قاعد فى أى شقة،
وفى أى دور؟" قلت لها: "ياخبر يا أمى ده حبايبك ضيوفي،
ده أنا ابن الحاجة زكية، وحبيابك من قبلي وبحري،
معقول اقعد فى أوضة؟!، ولا فى شقة، وحبايبك مزدحمين كده يا أمي،
يا أمي أنا من ساعة ما جيت مع إخوانى، ومراتي مع أخواتها.
واعلمي يا أمى إني لو نمت قدام دورة المياه أنا راضي،
وأكون سعيد ومسرور."، قالت لهم: "أعمل ايه؟ أعمل إيه فى دهوه؟
روح يا ولدى روح الله يسهل لك."،
مربية بتسمعهم، وبتعرفهم، دول اساتذة خير لخلق الله.
واحد سألنى زمان قال لي "الشيخ عبد الغفار الخفيف أما تنده عليه ميردش عليك،
وأما تنده اسمك إنت يرد عليك!!"،
كنت سمعت إن سيدى أبو الحسن، عليه رضوان الله،
قال:"اللهم امحوا باسمك اسمى، وبصفاتك صفاتي،
وكن لى كما كنت لأوليائك."، فلما الراجل سألني السؤال قلت له: "
فنوا، ومحيت ذواتهم في الله، فلم يعد لهم اسم." والحقيقة أن اسمهم قد فنى،
وهذه حقيقتهم، وهذه حياتهم، وهي الحياة الحقيقية.
موتهم وفنائهم حياة. ليس لهم وجود مع الله. ولم يكن لأمي خيار حتى في دعائها،
وحين كنت أسألها الدعاء، كانت تدعو فتقول فليختر الله لك ما فيه الخير.
وكانت أحسن دعوه لي. وأما دعوتها الثانية لي
ربنا يكفيك شر الفتن ما ظهر منها، وما بطن،
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أما أكون في الخدمة، وأريد الانصراف قبل ظهر يوم الجمعة،
تقول لي" أنا مش عارفة قلبى مخطوف عليك ليه،
متصلى فى سيدنا الحسين، وروح" أقول لها: "حاضر يا أمي."،
ثم كانت ذلك عادتي، وكان صوتها ملائكي،
لم يكن صوتا عريضا كصوت ابنتها الحاجة نفيسة، كانت تقول،
رضي الله عنها، "ياواد يا إبراهيم خش ..عين أمك،
يا روح أمك، يا كبد أمك!"،
هي حالة ملائكية، وتصن تصن وتقول"الله"، اللى بيقلدها ابن ترك،
لأ مش زيها، واللي زيها مين؟!!،
ماحدش زي أمي أبدا.
إنت بتسمع ابن ترك واحنا قاعدين بيقول الله، لأ لأ إنت فين يا عم.
وكانت ساعات تقول: "وحياتك يا سي الحبيب" وكانت تبقى فرحانه أوى.
مرة دخلت عليها أختها، وكانت تسكن فى شبرا الزراعية،
وكنت ديما بزورها. وهجم على حال إني مش عاوز أزور حد،
كنت ببقى عاوز أطير الخدمة كلما نزلت مصر، المهم انقطعت عنها،
فأختي راحت اشتكتني لأمى قالت لها:
"يا ستى الحاجة أخويا إبراهيم ماعدش بيفوت علي"،
قالت لها: "حخليه يروحلك" فلما قالت لي، بكيت قالت لى:
"روحلها يا إبراهيم..." قلت لها: "حاضر يا أمي".
ده لما كنا فى السيدة زينب،
أما جينا سيدنا الحسين بعدها بأسبوع أو أسبوعين. داخل أنا عليها الخلوة،
وهى قاعدة لوحدها لقيتها بتقول إيه، بتقول: "ماله إبراهيم العشماوى؟،
ياريت خمسة فى المية من خدام آل البيت زيه،
ده نعملوا فيه إيه بقى؟!!" رحت ساحب نفسي تاني، وطالع على بره.
مرة ثانية داخل عليها، عليها رضوان الله، قالت "مين؟"،
قلت لها: "إبراهيم يا أمي"، قالت: "إبراهيم مين؟!"،
قلت لها: "ولدك"، قالت: "ولدي مين؟"، قلت لها: "إبراهيم العشماوى."،
قالت: "العشماوى مين؟"، فى الآخر خالص قلت:"العمدة."،
قالت:"الله! مش تقول العمدة؟!"،
قلت لها: "مفيش عمد فى حضرتكم يا أمي"، قالت: "عمدة إيه؟
آل مسمى نفسه عمدة آل!!،
والله يا ولدي إنت عندي أكبر من كده كثير أوي أوي"،
فقعدت اضحك معاها: "واسألها إيه يعنى مأمور؟!"، قالت: "أكثر!"،
لغاية ما قلت لها: "طيب لواء!" قالت:"شوية كده"، قلت لها: "محافظ؟!"
قالت: "محافظ إن شاء الله" قامت البنت اللى بتشتغل معاها، بنت اختها،
طلعت قالت قدام خالها اللواء على بدوي، الله يرحمه،
:"والله العظيم أمي رقت عمي إبراهيم دلوقتي اهوه، من عمده لمحافظ!!"
. والبنت هيمانة، قام خالها علي شدها، بتقوله: "يا خال"
راح ضاربها بالقلم وقالها:"خشى يا بنت جوه".
وقام ماسكني أنا قالي: "يا عمده"، قلت له: "نعم"،
قالى: "يرقوك زى ما يرقوك، لكن إيه أحسن شئ مطلي عليك؟"
قولت: "العمده.".
وكان فيه واحد اسمه شحاته أبو العينين،
كان بيجى من يمة سندوب كده من يمة المنصورة،
الراجل ده زي ما تقول كان مندوب فى جمعية أو حاجة،
وغاااب وجه مصر مكحكح، وبيكح، وكبير خالص أنا عرفته،
وكلمته وبقى صعبان علي، بس معرفنيش،
وكنا فى مولد سيدنا الحسين وزحمة زحمة يعني،
الراجل لما صعب على وجه يقوم معرفش قلت له:" ياجمعة لما تعوز حاجة،
قول يا واد يا عمده"، أنا عاوز أخدمه عندنا بقى، جاي لأمي،
قال لي:"حاضر"، شوية وأنا شغال تمام التمام قال: "يا واد يا عمده" قلت له:
"حاضر"، قال "خد"، قلت له، "حاضر"، قال: "خد"، قلت له: "حاضر"،
ورحت جبت له طلبه، شوية كده بعد يجى ساعة قال:
"ياد عمدة"،
قلت له: "حاضر"،
"يا واد يا عمده"، قلت "حاضر"،
قال "يا واد يا عمده"، قلت له: "حجيب لك"،
قال، "مش من هنا" ،قلت له: "من الأجزخانة."
ورحت جبت له من الأجزخانة. قال: "يا بن القلب"،
وراح واخدني من ايدي، وداخل على أمي الحاجة زكية،
ودخل بي عليها، عليها رضوان الله، قال لها: "يا حاجة زكية"،
قالت له: "نعم يا حبيبي"، قال لها:
"الواد دهوة عمل معايا حركتين جامدين قوى، ده والادك ينفعوا مشايخ."،
قالت له:"ولادى ولاد الحاجة زكية ينفعوا مشايخ؟
ده إنت تبقى أعمى حجر يا شحاته!"،
"روح يا بن القلب هات لأمك كباية شاى، ولا حاجة" أى كلام بقى.
قال لي بقولك ايه قلت له: "نعم"، قال: "أنا شيخ طريقة"،
قلت له: "أنا عارفك انت كنت بتيجى عند أمي هنا إنت وفلان وفلان...
" قال: "أنت فاكر كويس، وأنا مش فاكرك!"، قلت له: "معلهش"،
قال: "فيه ناس حتيجي تسأل علي، أنا عاوزك إنت اللى تقابلهم."،
قلت له: "ماشي" الديوان كانوا قفلوه، وكان فيه طرابيزة كده،
شويه ولقيت فعلا رجال وحريم يجى خمسة عشر نفر، بيقولوا:
"هى دى خدمة الحاجة زكية؟" قلت لهم: "إن شاء الله، قالوا:
"فيه واحد اسمه شحاته أبو العينين؟"
، قلت لهم:"لأ فيه هنا واحد اسمه سيدنا الشيخ شحاته أبو العينين"
الناس انبسطوا. قالوا: "هو فين؟"، قلت لهم: "عاوزينه؟"، قالوا "أيوه"
خدتهم على السفرة، وقعدتهم على السفرة، وجبت لهم الأكل،
وفاضل اللحمة والمعالق قلت له: "تعالى ولادك هنا، ومخلي له كرسي،
اقعد هنا اللحمة أهى، وولادك أهم."، اروح له تاني،
"ناقص حاجة يا سيدنا الشيخ،
أمى الحاجة بتقول لي طول ما دهوه هنا بوس على إيده وخاليه يدعى لك"،
أنا بقول له قدام ولاده، بعد ما مشيوا الراجل يدعي لي ويبكي،
يقول لى: "يا بني ربنا يكتر من أمثالك، ربنا يبارك لك يا ولدي..."،
ما الفضل فضل الله بس إنت تحرك!
وما تتحركش إلا بتوفيق من الله.
أما تسلم له،
آه أما تسلم له.
آه أمال؟
ده مدد عالي،
ومدد غالي.
.