تابع سر الجوهرة الزرقاء - 7

mostafa رقم العضوية : 1

تابع سر الجوهرة الزرقاء - 7

المفاجاه المذهله

اسرعا وراء جاسر الذى قفز السلم بسرعه كمن اصيب بالجنون ، وجرى الى حجرته وفى لحظات كانا معه ..
اغلق جاسر الباب وراءه احكام وكان فى يده مظروف صغير يقبض عليه بشده .. وهمس فى صوت لا يكاد يسمع : استعدا .. اكبر مفاجاه فى حياتكما ..
لم يتكلم احد .. كانت اللهفه اقوى من كل شء ..
اقترب جاسر من المنضده .. وفتح المظروف ، ومد اصابعه بهدوء ، ومنها اخرج شيئا وضعه على المنضده .. وشع بريق رائع .. كانت قطعه ثمينه من الماس الازرق .. قطعه كبيره .. اكبر مما راه اى منهم فى حياته ..
وفتح طارق فمه ليصرخ .. ولكن جاسر اسرع فوضع يده على فمه ليمنعه ، وهمس : اصمت .. هدا .. تكلم بصوت منخفض ..
وهمس طارق : انها اثمن قطعه ماس عند جدى .. الجوهره الزرقاء اين وجدتها ؟
جاسر : ساقص عليك كل شء .. الان اخبرنى .. اين كان جدك يضعها ..
طارق : لهذه الماسه تاريخ يعتز به جدى .. وكان يقصه علينا دائما .. فقد كانت اثمن ماسه فى تاج هندى .. وقد سرق بعض اللصوص هذا التاج وباعوا مجهراته .. وظل جدى يبحث طويلا وراء بائعى المجوهرات حتى تمكن من شرائها .. وكان يضعها دائما وحدها .. وكانت اسعد لحظاته حياته عندما يتحسس هذه الماسه ..
جاسر : رائع .. والان ساقص عليكما كيف وجدتها .. كنت افكر كيف يمكن ان يفر اللص من المنزل .. اما انه لم يخرج من البيت ..او انه قد غادر المنزل بطريقه لم نتمكن من معرفتها حتى الان .. فاخذت ادور حول القصر باحثا مدققا عن اى اثار يمكن ان اصل اليها .. وركزت بحثى اسفل حجره السيد البنهاوى وهناك اخذت انبش بعصا رفيعه امام خطواتى واذا ببريق يلفت نظرى .. ولم يكن صعبا ان اتاكد انها قطعه من الماس ..
الشئ الاخر الذى عثرت عليه .. هذا ..
وعاد يمد يده داخل المظروف ، واخرج قطعه متماسكه من الطين الجاف تحيط بكعب حذاء مربع من الجلد المتاكل ..
هند : هذا دليل عظيم يا جاسر ..
نظر اليهما طارق فى دهشه ..
قال جاسر : ان نوع الطين مختلف تماما عن طين الحديقه .. فهذا احمر اللون وبه بعض الطباشير .. ثم ان كعب الحذاء سيوصلنا الى اللص .. انه الرجل الذى لديه حذاء بدون كعب ، فمن الواضح انه قفز على الافريز اسفل المنزل .. وهذا الكعب من حذاء قديم .. فانخلع بسهوله .. وهكذا ترك اللص وراءه دليليت .. الجوهره الزرقاء ثم كعب الحذائه ..
طارق : وما الذى نفهمه من ذلك ؟
هند : معناه ان اللص قد خرج من النافذه .. وقفز الى الخارج ، وفى اثناء خروجه وتسلقه النافذه ونزوله ، ازلقت منه الجوهره .ز وفقد كعب حذائه .. وبه طين من خارج الحديقه .. اى انه جاء من خارج المنزل قبل الحادث .. وخرج بعده ايضا ..
جاسر : وبدا الطريق يتضح قليلا .. بصيص ضئيل من الضوء
وفكرت هند قليلا ثم قالت : اعتقد انها الخطوه الاولى ..
فى هذه اللحظه .. سمعوا طرقا على باب الحجره .. فاسرع جاسر يضع الجوهره والكعب الطينى فى المظروف قبل ان يسمح بالدخول ..
واندفع ياسر ، ونظر اليهم فى شك وقال : المره الثانيه التى تجتمعون فيها بهذه الطريقه المريبه .. هل تخفوم شيئا ؟
ضحكوا جميعا .. وقالوا .. لا.. تعال .. عندنا اخبار طيبه .. وقص عليه جاسر ماحدث .ز وعقب طارق على الكلام قائلا : ما رايكم هل نخبر الشرطه ؟
وفى هذه اللحظه ، قفز ياسر صارخا .. ياه .. يالى من غبى .. حقا اننى غبى ..
نظروا اليه دهشه .. ولكن هند لم تفتها هذه الملاحظه فقالت مشاكسه : لماذا تاخرت فى هذا الاكتشاف يا ياسر .. ام تكن تعرف نفسك من قبل ؟
ضحك ياسر وقال : لقد تذكرت الان .. الوجه الذى اسائل نفسى عنه طوال الطريق .. انه ضابط الشرطه .. الضابط الاول الذى كان موجودا وقت الحادث .. الذى قدم نفسه لنا باسم فتحى عوض ..
هند : ماذا حدث له ؟
ياسر : لاشئ .. كان يجلس فى المقهى ، ويركز نظراته على .. وقص عليهم نتيجه رحلته ..
جاسر : الان تاكدت براءه عم عيسوى .. وخرج هو الاخر من قائمه المتهمين ..
ياسر : الغريب اننى لم اعرف النقيب فتحى عوض فقد كان يرتدى ملابس قديمه غير متناسقه ، ويضع على راسه كاسكيت ازرق كان اقرب الى عمال البناء منه الى رجال الشرطه .. انه بارع جدا فى التنكر ؟
جاسر : لعله كان فى مهمة رسميه .. وكان متنكرا حتى لا يعرفه احد .. وصمتت هند ثم اجابت بصوت يبدو كانه من مكان بعيد : ربما .. ولكن .. ولم تتم جملتها .. فقد افاقت الى نفسها بسرعه وقالت : والان ما العمل ؟
جاسر : المهمه الان هى مهمتى .. ساخذ الطين الموجود بالكعب ، واحلله ، لاعرف نوع التربه المكون منها .. وبعدها سنعرف من اين اتى ..
طارق : واين ستقوم بتجربتك هذه ..
جاسر : هنا .. الان .. الا تعرف ان معى معملا متنقلا .. لقد اعددت لنفسى حقيبه كامله اطلق عليها حقيبه العمليات وبها معمل مصغر للحالات الطارئه الطارئه .. وكنت مصيبا فى تفكيرى عندما احضرتها معى .. وبسرعه ، وبيد مدربه خبيره ، اخرج انبوبه واسعه مثل الكوب ، وضع فيها بعض المياه .. ثم اخرج مسحوقا من كيس ورقى صغير ، وصبه فوق الماء .. وخلطه جيدا ، واخيرا اخذ قطعه من الطين الملتصقه بالحذاء والقاها فى الانبوبه .. واخرج وابور سبرتو .. اشعله .. ووضع عليه الانبوبه ..
كان الاولاد ينظرون اليه وكانه احد الحواه يجرى تجربه سحريه .. واخيرا نطق ياسر فقال : هل سياخذ هذا التحليل وقتا طويلا ؟
جاسر : نعم ساعتين على الاقل .. وعبينا طبعا ان نستغل الوقت ..
هند : انا عندى اقتراح ..
ياسر : ادركينا به ..
هند : طارق يراقب المنزل ومن فيه وخاصه سلوى وماهر اما ياسر وانا سنواصل تفتيش المنزل .. وخصوصا مكان الحادث ، فلعل اللص قد ترك شيئا اخر وراءه ..
ياسر : عظيم ، هيا بنا ..
* * *
تسلل المغامران بهدوء الى داخل غرفه السيد البنهاوى ، وكان السكون سائدا ، والضوء ضعيفا ن فقد اسدلت الستائر فوق النوافذ ونظر ياسر حوله وقال : لقد فتشت الشرطه المكان تفتيشا دقيقا ، فها تعتقدين انها تركت شيئا نكتشفه ؟
هند : لقد عثر جاسر على اثار اللص تحت نافذه غرفه الملابس الملحقه واعتقد ان الشرطه لم تهتم بها جيدا ، وهى الغرض من زيارتنا هذه . وبيد ثابته ، ادارت هند اكره الباب الموصل الى حجره الملابس الملحقه بغرفه السيد البنهاوى ودخلت اليها ..
كانت متسعه الحجم ، ولكنها قليله الاثاث ، مما جعل كل شئ يبدو واضحا .. دولاب بعرض الحائط المقابل .. شوفونيره عريضه تحت النافذه كلها ادراج متراصه ، وامامها كنبه مريحه .. ومنضده عليها مطفاه للسجائر .. ولم يكن هناك بالحجره شئ اخر ..
اتجه ياسر الى الدولاب .. واتجهت هند الى الشوفونيره .. ونظرت الى ما فوقها .. كانت هناك مجموعه من زجاجات العطور موضوعه بنظام تام ولفت نظرها جهازان متناقضان تماما .. لعل بين اختراع كل منهما عشرات السنين .. وابتسمت هند وهى تفحص الجراموفون العتيق ذا البوق القديم .. وحوله مجموعه من الاسطوانات العربيه القديمه .. عليها اسماء ملحنين ومطربين لم تسمع عنهم من قبل ، واخذت تفحصها فى شغف واعجاب ، وتمنت لو ان لديها من الوقت ما يسمح لها بان تستمتع الى واحده منها ، ثم استدارت الى الجهاز الثانى .. كان احداث جهاز للتسجيل سمعت عنه حتى الان .. عشرات الازرار ونادت هند على ياسر واخذا ينظران اليه فى اجاب ..
هند : لم اكن اعرف ان هذا الجهاز قد وصل مصر ، لقد رايت صورته فى مجلات اجنبيه ..
قال ياسر : ترى .. هل فى الشريط الموجود فيه اغنيات حديثه ايضا ..
لمست هند زررار الصوت ، وقالت : سادير الجهاز..
ياسر : انتظرى .. هذا الزرار ، تستطعين ان تضغطى عليه ليعمل الجهاز فى الساعه التى تحددينها ..
هند : وهذا الزرار يضبط المده التى تريد ان تستمع فيها ..
ياسر : جهاز رائع .. دعينا نعيد الشريط الى اوله ثم نفتحه ..
وفعلا .. وضع ياسر يده على احد الازرار ، فعاد الشريط الى بدايته .. ثم ضغط على زر الصوت .. وفجاه .. انطلقت صرخه مدويه ، وعلت اصوات تحطيم و تكسير بعض الاثاث ، ثم صرخه خافته واخيره .. ثم صمت كل شئ ..
بحركه لا اراديه وضعت هند يدها على جهاز التسجيل كانما تريد ان تسكته .. فى اللحظه التى اندفع فيها جاسر صائحا : ماذا حدث ؟
مضت لحظات قبل ان يسترد ياسر وهند انفاسهما .ز واشارت هند الى جهاز التسجيل وقالت : انه هو ..
نظر جاسر اليهما وقال : انها نفس الصرخه والاصوات التى سمعناها وقت الحادث ..
ياسر: من حسن الحظ ان صوت الجهاز لم يكن مرتفعا ، والا لاحضر كل اهل المنزل ..
وسقطت هند على الكنبه وقالت : ان هذا يغير الامر كله ..
جاسر : هيا .. تعالوا الى حجرتى لنفكر من جديد ..

* * *