.
ذاكرة العشق...
...ولما أخبرت أمي بما حدث، قالت: "وإيه يعني يا ولدى، فأنا كنت أمر بمقابر سيدى علي زين العابدين،
أو مقابر السيدة نفيسة،
وأجد نفس الشئ الغريب،
ولكنه أطول من ذلك، وشعره ناعم كما وصفت."، سألتها "ألم تخافي؟!"
فقالت: "لا يا ولدي، فكلنا يسير في حاله، ولمطلوبه!!".
وقالت لي: "بعد ذلك عندما تصل إلى المنزل عند أول العتبة، اقرأ الفاتحة لأمك، وشوف إللي هيحصل!!"،
ففعلت كما قالت فلم أجد شيئًا بعدها أبدًا، واطمئن قلبي بعد الخوف،
وكنت لا أرجع إلى البيت حتى تأذن لي أمي حيث كانت تسكن فى المنزل رقم 148 شارع جوهر القائد بالدراسة أمام جامعة الأزهر،
وفى ليلة من الليالي حضر أحد المساكين ليتناول الطعام، فقال: "يا حاجة زكية هناك قطعة أرض بدرب الطبلاوى،
تشتريها؟"، فقالت:" نعم" . فقال: "الأرض مساحتها ستون متراً، وعمولتي منها ثلاثون جنيهاً.
فأعطته الثلاثين جنيهاً قبل أى شئ.
فقال لها: "انتظري يا حاجة حتى تشتريها، وتختصي بها.
فقالت له: "خذ هذا، والباقي على الله." فاشترتها بإذن الله، وبنيناها بإذن الله دور أول،
وصارت المساحة بعد البناء خمسا وأربعين متراً منها المدخل، والمطبخ، والحمام، والسلم، وحجرة من داخل حجرة.
ولكن الله فتح عليها، واشترت ما حولها، فأصبحت الساحة عامرة، وبها مسجد، وبجوارها أربع عمارات.
وسبب بناء هذا المسجد(مسجد داخل الساحة به ضريح بنته الزكية، ولكنها لم تدفن به)،
أن سيدنا الشيخ عبد الغفار الخفيف كان قد جاء لزيارة أمي فرحبنا به جميعاً أنا وأخوتى،
والتففنا حوله فرحين بقدومه فنادى على أم مصطفى،
وقال:"يا بنت الوكيل هاتي جلابية بيضا من جلاليب الواد إبراهيم إللي بيصلي فيها الجمعة فى سيدنا الحسين"،
فأحضر كل واحد من الموجدين جلباباً فقال: "لا تبديل لكلمات الله هى جلابية الواد إبراهيم وبس..."،
وقال لزوجتى: "خذي جلبيتي، واغسليها، وأنا طالع السطح، أنام أربع ساعات تكون جلابيتي نشفت..."
وعندما قام من نومه لبس جلبابه، وصلى بها على الحجارة فى هذا المنزل المهدوم إلى جوارنا.
فأخبرت أمي بصلاته على هذه الحجارة فقالت:"إن شاء الله يصبح مسجداً." فأصبح الآن مسجداً،
وأربع عمارات بفضل الله، وبركة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته.
فبنت المسجد وبه ضريح، ولما أحضرت المقصورة الخشب تأثرت كثيراً، وقلت لها:"لماذا يا أمى؟"،
قالت عليها رضوان الله:"يا ولدى لا أعرف إن كنت سأدفن هنا أم لا،
ولكن إذا أتيت أنت لتقرأ لي الفاتحة ستجد، روحي حضرت...!" عليها سلام الله ورحمته وبركاته.
هذا لأنها صدقت مع الله فأعطاها الله ما تريد وزيادة.
ولما تم بناء الخدمة الجديدة بدرب الطبلاوى قالت لى: "هات أولادك وعفشك،
واسكن فى الخدمة القديمة، التى فى 148 شارع جوهر القائد بالدراسة،
لأنه فى مولد سيدنا الحسين بيكون فى ضيوف كثير جداً " فكانت تريد إرسال بعضهم ليبات فى الخدمة القديمة،
ولكن صاحب المنزل أخرجنى بعد فترة ،تقريباً،
عامين منها بقوة القانون.
.